بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سألت خبير تجميل هل توجد إمرأه قبيحة ؟ أجاب : توجد إمرأة لاتعرف كيف تكون جميلة !!!
نفس المعنى سبقه إليه الكاتب الساخر برنارد شو وكان الفلاسفه الإغريق من ألفي سنة يرددون نفس الكلام ..
ويصفون الملكة كليوباترا بأنها إمرأه عرفت كيف تكون جميلة .. رغم إنها لم تكن كذلك على الإطلاق .. وقد تبقى لنا من وصفات كليوباترا للجمال إنها كانت تشرب الماء .. وتستحم في الحليب !!
والأهم إنها كانت تريد أن تكون جميلة , فالجمال كالنجاح ,, هدف يستحق الجهد والعناء والعناية ,, وربما من أجل هذا تفقد جميلات كثيرات جمالهن بعد الزواج لأنهن يخلصن لأشياء بديلة , البيت .. المطبخ ..
الأطفال وفي آخر اليوم لا يتبقى لهن وقت كاف ولا جهد يكفي للإنفاق على رعاية جمالهن !!!
والإخلاص للجمال لايعيب المرأة كما تتوهم أحيانا ,, أو كما يحاول البعض أن يشيع في عالمنا الشرقي بالعكس ,, فالجمال جزء من الهبة الإلهية للإنسان .. عليه الحفاظ عليها تماما كالصحة والثروة والعقل .. والإنسان الناجح هو إنسان يستطيع إبقاء كل هذه الأشياء معه في في مشوار الحياة ..
والمرأة الجميلة .. هي إمرأة بالضرورة متوازنة نفسيا .. خالية من العقد قادرة أكثر على بث روح الجمال في بيتها .. وزوجها وأطفالها وحتى مذاق طعامها ... إمرأة قادرة على المواجهة وإتخاذ القرار وصناعة السعادة .
كان من أخطر سلبيات دعاة المساواة بين الرجل والمرأة .. أن ضحكوا على المرأة وجعلوها تضع جمالها وأنوثتها في نهاية القائمة , بعد النجاح في العمل وبلوغ الشهادات الدراسية العليا ,, إنها
صفقة خاسرة بكل القوانين ورأيي .. أن جمال المرأة يجب أن يأتي في المقدمة حتى تستطيع المرأة
أن ترعى بيتا سعيدا وأسرة مستقرة .
الجمال يبدا من الداخل .. ومن النفس ومن الأعمال ومن المشاعر ثم يطفو على السطح فيصبح الإنسان جميلا دون أي إحتمال لأن نرفضه بسبب ملامحه البلاستيكية التي لا حياة فيها .. ولا حياء أيضا ,, ملايين النساء صارخات الجمال من الخارج باردات الملامح لا جاذبية تبرز جمالهن ,, ملايين أخرى من النساء جميلات لأنهن إمتلكن إرادة الجمال , داخلهن طاقة تحفز على الإحتماء بملامح جميلة وروح جميلة .
من لا يتمتعن بالجمال الظاهر فإنهن بتلك الطاقة مع إدارة ملامحهن بشكل إيجابي يصبحن جميلات بجاذبية , ولا مانع من الإستعانة بوسائل التجميل التي تساعد على ذلك.
لكن تبقى إرادة المرأة بأن تكون كذلك قوة لا يجب أن تهمل وألا تيأس في إكتشاف جمالها مهما كانت الملامح والوقت ,, والعمر .
هذا ليس مقالا عن الجمال ,, وإنما عن الحياة كيف تصبح المرأة أكثر إرتباطا بالحياة حتى لا تسقط في عجينة الإحباط وتموت وهي على قيد سنواتها .
إنني أحترم المرأة التي تهتم بملامحها وأناقتها وأسلوبها في أي عمر .. دون إفراط أو مبالغة أو إندهاش لهذا الخصام مع الجمال الذي أراه في النساء اللاتي يتصدرن المؤتمرات والندوات وبرامج (أعتقد وربما) إن من أبسط حقوق المرأة ليس أن تجد عربة للنساء فقط , لكن أن نشجعها على إبراز جمالها .
أعيدوا للمرأة أنوثتها وضعوا جمالها على رأس جدول الأعمال والتوصيات وسوف نرى الحياة أجمل .
عندما تستعيد المرأة إحساسها بالجمال تتغير نظرتها للحياة , المرأة الجميلة هي إمرأة متفائلة تثق في نفسها وفي قدرتها على التغيير وفي قوتها على التعبير وفي أسلوب إدارتها للأزمات .
كنت أعرف وزيرة مهمة ومثقفة تنفق نصف وقتها في الإهتمام بشكلها وملابسها , وكان البعض يهاجم إهتمام الوزيرة بجمالها على حساب وقت الوزارة وكانت ترى أن جمالها هو سرها وإنها حين تحتمي بجمالها تستطيع أن تفكر وأن تصدر قرارات صحيحة صائبة .
والزوجة التي تهتم بجمالها تكون مشاكلها الزوجية أقل , هي تثق أن زوجها لن يفكر في التفريط بها , وتعرف أن الحب يحتاج إلى عناية الإنسان بمظهره ليبقى حرا ونابضا ومشتعلا .
ومهما كانت صعوبة الوقت الذي نعيشة وسقوط المرأة في فخ العمل المنهمك والإهتمام بكل شي إلا نفسها فإنها لابد أن تبذل جهدا أكبر للحفاظ على نعمة الجمال . ولا يحتاج الجمال إلى ثراء ولكن يحتاج إلى ذكاء , كيف تبدوا المرأة جميلة وليست في نفس الوقت رأسا فارغا , أنيقة دون أن تتمدد اليوم كله في محلات الملابس وصالونات التجميل ومرايا غرف النوم .
والجمال المقصود ليس حقنة جيلاتين تحت الجلد , ولا هو نفخ وشد الوجه والشفاه , الجمال هو فن الإحتفاظ بالتفاصيل الصغيرة التي تجعل المرأة أجمل دون أن تفقد نفسها أو شخصيتها أو عمرها أو ملامحها .
الجمال هو أحد أهم أسباب السعادة لك وللآخرين أيضا .
(كــن جــمــيـلاً .. تــرى الـوجـــود جـمـيـــلاً)
